Saturday, October 24, 2009

اجابات لاسئلة النهضة الاساسية

د.جاسم سلطان يجيب عن اسئلة النهضة الاساسية
في مقتطفات موجزة من مشروعه المسمي مشروع النهضة
كتعريف النهضة واطوارها واحتياجاتها وفي اي المراحل نحن وما اهداف تلك المرحلة واولوياتها
******
****
***
د.جاسم سلطان - مشروع النهضة
تعريفنا للنهضة
هي حركة فكرية عامة، حية منتشرة، تتقدم باستمرار في فضاء القرن، وتطرح الجديد دون قطيعة مع الماضي. فهي نشاط عقلي فكري في المقام الأول،
يحدث في مجتمع من المجتمعات، ويقود إلى الانطلاق في مجالات العمل في شتى جوانب الحياة واكتشاف آفاقها.
وهذه الحياة الجديدة وهذا التصور الجديد لإمكانية الفعل التاريخي، ولإمكانية النظر للكون بمنظار جديد، هي السمة الأساسية لما يسمى بعصر النهضة،
وهي في الوقت نفسه ليست حركة في أرض منسابة سهلة، بل هي حركة تقودها النخب فتتعرض للاضطهاد والتنكيل والمقاومة كجزء من ضريبة هذا الوضع النهضوي الذي يتحرك فيه المجتمع
**********
أطوار النهضات
إن أية حضارة تمر بأربعة أطوار

الصحوة: وهي حالة من "صحا من نومه" ولم يضيء النور، فيتخبط هنا وهناك، فهي مرحلة حماس متدفق، وإحساس بالهوية ، لكنها تفتقد الرؤية والوعي، وكثيراً ما تتضارب فيها التحركات.
ويكثر الخلاف (هي الإحساس بالذات وبالهوية).
اليقظة: وهي مرحلة إضاءة النور، ومعرفة الوسط المحيط، فهي مرحلة وعي ورشد يلازمان الحماس، وهي مرحلة تنظيم الجهود العملية لتصب في اتجاه وهدف (هي فهم الواقع ).النهضة: وهي نتاج مرحلة اليقظة، وثورة الأفكار، وتتجسد في تيار متدفق من العمل الراشد في كل مجالات الحياة العلمية والتطبيقية. ولا تتكامل حلقاتها إلا من خلال أداة الدولة (هي طريقة الفعل في الواقع).
الحضارة: وهي النتاج المادي الملموس في كل المجالات من عمارة وفن وفكر وتصنيع وغير ذلك. وهي تمثل النموذج المنشود (هي ثمرة الفعل).
**********
ماذا تحتاج النهضة؟
لكي تشهد مجتمعاتنا مثل هذا العمل الجبار نحو النهضة تحتاج إلى عاملين
كتلة حرجة كمية : وهي موجودة الآن - وليست بالقليلة - نشهدها في الشوارع. نشهدها في الجامعات. نشهدها عند صناديق الاقتراع في
كثير من الأحيان عندما تتاح الفرصة للناس أن يعبروا عن آراءهم
كتلة حرجة نوعية: وهي التي تستثمر و تحول الكتلة الكمية إلى قوة حقيقة فاعلة أي أن عليها المعول في إطلاق عملية التحول والانطلاق
**********
مرحلة اليقظة
وهي المرحلة التي نسعى للانتقال إليها، لتوظيف الطاقات التي أفرزتها الصحوة في مشروع ورؤية واحدة، نحو أهداف واضحة. حيث يسود الرشد ويقل الاختلاف. فإن اختلفنا فسنجيد فن الاختلاف.
**********
أهداف مرحلة اليقظة
نقل الأمة من طور الصحوة العاطفي(الحماس مع قلة الرشد وضبابية الرؤية) إلى مرحلة اليقظة الراشدة العاقلة حيث يتم تنظيم الجهود العملية وفق رؤية استراتيجية تجمع كل الطاقات
**********
احتياجات مرحلة اليقظة
في اعتقادنا أن هذه المرحلة تحتاج إلى ثلاثة عوامل:1- التحضير الفكري الشامل والمتواصل للأمة تحضيراً ينتشلها من اليأس، ويبعث فيها الأمل ويجيب على تساؤلاتها أو شكوكها، ويوضح الرؤية، ويرسم الطريق، ويفتح لها مسارات عمل جديدة تتلاءم مع طبيعة المرحلة
2- التواصل مع النخب المؤثرة الحاكمة لبحث أفضل السبل لعودة الحياة الحضارية، والدخول في التنافس البشري حول الأولوية.
3- إيجاد مشاريع عمل مشتركة بين كل تيارات الأمة - الراغبة في النهضة – لتؤدي إلى النتيجة الحتمية في نهضة مجتمعاتنا.
**********
سياسات مرحلة اليقظة
1- البعد عن الارتجال أو الاكتفاء بالاقتصار على استثارة العواطف. إذ أن المرحلة يجب أن تسير في كل حركاتها على أدق قواعد البحث العلمي
2- الانطلاق من القواسم المشتركة للعاملين من أجل نهضة الأمة
3- عدم التخندق تحت مدرسة مذهبية أو حزبية بعينها
4- عدم إقصاء أي جهد نافع يصب في نهضة الأمة. حيث أن هذا المشروع لا يستغني عن النخب المؤثرة والقيادات الرشيدة الفاضلة من كل التيارات والأحزاب والجماعات وكل المخلصين من الحكام والمحكومين، بالإضافة إلى الدعاة والأفراد المستقلين
**********
أولويات مرحلة اليقظة
لعل الكثير من المخلصين اليوم يرون بوضوح حجم الاضطراب الذي يسود الأمة في قاعدتها الفكرية الواسعة، مما أدى إلى خلل في
الجانب التنفيذي.لذا فإن قائمة الأولويات في مرحلة اليقظة يتصدرها أمران في غاية الأهمية
الأول: موضوع الفهم، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وذلك لأن العمل بلا علم أمر فيه خلل كبير، فصواب العمل مقترن بصحة العلم الذي قاد إليه
الأمر الثاني: والمرتبط بالموضوع الأول، هو ضرورة تنظيم الخارطة المعرفية الذهنية للعاملين في حقل النهضة. فكثير من المعارف والمعلومات التي يتلقاها الفرد الذي يهتم بشأن أمته تأتي من أطراف مختلفة، وفي غالب الأحيان تأتي أفكاراً متناقضة، ولا توجد
خارطة معرفية منظمة مسبقة، بحيث يضع فيها الفرد العامل ما يتلقاه من معارف ومعلومات في مكانها الصحيح
**********
نقلا عن وثيقة مشروع النهضة لدكتور جاسم سلطان

2 comments:

  1. أدعوكم إلى قراءة حوار مع جورج صليبة حول كتابه « العلم الإسلامي وصنع النهضة الأوروبيا »، الذي يتناول فيه أسباب تطور العلم في الحضارة الإسلامية من وجهة نظر اجتماعية.

    ReplyDelete
  2. الأمر الثاني: والمرتبط بالموضوع الأول، هو ضرورة تنظيم الخارطة المعرفية الذهنية للعاملين في حقل النهضة.

    أعزكم الله و أكرمكم ... مقالة تستحق الدراسة

    ReplyDelete