Tuesday, March 23, 2010

فلسفة ....عبد القادر وتجربة الثلاجة

في الثلاجة
هكذا قالها وزير العزيز وعلي وجهه ابتسامة ابوية عزز من ابويتها شيب اعتري رأسه وعينين حانيتين رأت هذا الموقف عشرات المرات حتي اعتادته
فانطلق رده حتي قبل ان يتحدث له العزيز بما اعتري الفتي من مشاعر
هكذا برمج الفتي عبد القادر نفسه لاستقبال تلك المقولة ...في الثلاجة لينطلق بعدها الوزير
متحدثا بعدها عن الملل وعدم الاهتمام الذي يلاقيه الفرد الذي يوضع في الثلاجة من التاسعة صباحا حتي الخامسة عصرا يوميا
وعلي الرغم من ان هذا الموقف اراد ان يعمل عمله بنفس عبد القادر الا انه
طلب كوبا من قهوة الفرنجة المشهورة بالنسكافيه لعله يبتلع مع تلك الرشفات الساخنة ذلك الاحساس القاتل الذي يخبره انه في مكان وزمان خاطئين


لنكتشف احاسيس الفتي
تخيل انك مكان عبد القادر
تجلس داخل ثلاجة
بلونها الابيض الداخلي الملائكي ...كل شئ مصطبغ بالبياض
حتي الهواء البارد الذي تتنفسه ابيض
حتي الهدوء القاتل بالداخل ابيض
حتي البرود الذي تشعر به ابيض
اي ملل يعتريك
حتي لو كنت محاطا بانواع مختلفة من اللحوم ....قبل ان تسارع باعتبار اللحوم شئ جيد
من قال ان المتعة تكمن في اللحوم
حتي لوانك تستطعم اللحوم وتحبها بشكل او باخر
لكن في هذا الوضع الغير مريح اطلاقا هل تظن ان تجدها تسيل لعابك او تستتفز جوعك الشديد ....لا اظن
وفي اللحظات القليلة التي تتقبل ان تمد يدك اليها فتشعر كم هي باردة فتضعها مكانها استشعارا منك انها ستكون سيئة الطعم
حتي يغلبك الجوع والطموح فتمد يدك مغمضا عينيك عن امور كثيرة
اولها كم هي باردة
وغير طازجة
فتضعها في فمك قاهرا لنفسك لتجدها بالاضافة لما سبق مستعصية علي المضغ فتبتلعها رغما عنك فتقف مسببة غصة في حلقك
فتفتح الباب للحظة لطلب كوب من قهوة الفرنجة فتشربه لعلك تبتلع ذلك الموقف
او تغير حرارتها برودة ذاك المكان
ثم تغلق الثلاجة مرة اخري
وتنتظر
هكذا ينتظر عبد القادر
لعل احدهم يعرف انه يعشق الفاكهة اكثر من اللحوم فيفتح الباب واضعا له طبقا من الفاكهة ورغم ان انتظاره يطول
لكن كل يوم يأتي هذا الذي رأه يوما وهو يضع بعض البذور في حديقته
فيتقل له طبقا مما انبتته هذه البذور التي رعاها غيره فيكون سعيدا لان هناك من يحمل علي عاتقه هم رعاية تلك البذور
ويتذوق تلك الثمار وان كانت قليلة وهو في قمة الاستمتاع وحين ينتهي يعود الي حالته الاولي واحاسيس الوحدة
اضف الي ذلك احاسيس الغربة المعقدة فهي مكانية وفكرية واستشعاره انك لاينتمي الي هذا المكان
هذه ليست الحياة التي يريدها رغم انها محاطة طوال الوقت بالخيرات
للحظة تخيلت الموقف
بل والادهي والامر حين يخبره مراد الخضر الذي يؤمن عبد القادر بذكاءه وحنكته وخبرته وفكره ان عليه ان يكون هنا في هذا الوقت وعليه ان يهتم بذلك اللحم البارد علي نفسه بل ويقدم هذا الاهتمام علي ثمار الفاكهة مبشرا اياه بانه يوما سيحقق ما يريد هكذا يقرأ الخضر امارات العظمة المرسومة علي وجهه الصامت دوما

ربما هي تجربته الشخصية التي تدعو ه لاقناع عبد القادر بهذا وربما لنفس السبب وافق عبد القادر علي المرور بتجربة الثلاجة

بل لسبب اكثر اهمية من ذلك ....ان مراد يعتلي ظهر احد تلك الافراس المتمركزة اقرانها خلف شاطئ الغيب
وفي احدي يديه سيف وفي الاخري قنديل يضئ ليل المدينة

وقد جلس قبل اعتلاءه الفرس في الثلاجة لمدة علي الثلاث سنوات قد تزيد

فيصرخ عبد القادر في صمت
ويؤلمه ان تلك الافراس المتمركزة علي شاطئ الغيب تتنظر بعضا من ثمار الفاكهة

رأي تلك الافراس كومضة في الخيال

ترمقه في شوق وهو جالس في الثلاجة
تشتاق لان يخرج يعتلي ظهرها فيرعي تلك البذور علها تنشئ مزيدا ممن يعتلون ظهور اقرانها المنتظرين
فينبض قلبه بقوة ...متذكرا انه لن ينجو حتي يدعو الله مخخلصا كما يدعوه طفل غريق
ربنا ليس لنا الا انت فدبر لنا امرنا
ويظل قلبه نابضا مستشعرا قول الفتاة *التي قالت بينك و بين الكفر بالانتماء للأحياء رب و دين ، و قوانين تحتم انتصار إرداتك و لو بعد حين


اسلام العدل


******

مها عمر في نوت دروشة
http://www.facebook.com/islameladl?ref=profile#!/note.php?note_id=10150138812760445&id=652978562&ref=mf