Monday, October 26, 2009

اضلاع مثلث الاصلاح..نظرة في فكر كولن

هذا المقال عبارة عن مقتبسات من بحث
فلسفة التعليم: السباحة في المجال الحيوي

* لد. سمير بودينار
في مؤتمر الاصلاح في العالم الاسلامي (خبرات مقارنة مع حركة فتح الله كولن التركية ) والمنعقد بالقاهرة في جامعة الدول العربية
ويعد دراسة لفلسفة التعليم لدي كولن باعتبار التعليم هو اللبنة الاساسية في حركته



******************
أضلاع مثلت الإصلاح:
كولن يقدم إطارا فكريا لحقل التعليم، وذلك في مستويات ثلاث تمثل مفاتح في فهم خصائص المنظومة التربوية وعناصر نجاحها في عالم اليوم، وهذه المستويات الثلات هي:
1- خاصية الإنسان وبشكل أدق ما يسميه الأستاذ كولن " الإنسان الجديد"
2- وخاصية الإسلام
3- وخاصية المرحلة أو العصر
.

وتكمن أهمية هذه المستويات الثلات في كونها العناصر الاساسية لفهم منظور الأستاذ كولن الإصلاحي الشامل، بما في ذلك مجال التعليم، وبالتالي فإن أي محاولة لفهم مشروعه الدعوي وتجلياته في حقل التعليم خاصة، لا يمكن إنجازها بمعزل عن إدراك تلك الأضلاع الثلاثة لمنطومة التغيير وفق ذلك المنظور

· الإنسان الجديد:

يقول كولن
سيولد إنسان جديد كل الجدة، إنسان يفكر ويحاسب، ويوازن ويدقق، ويعتمد على التجربة قدر اعتماده على العقل، ويثق ويؤمن بالإلهام والوجدان قدر اهتمامه بالعقل والتجربة؛ إنسان يحاول دوما بروحه وبدنه الوصولَ إلى الأفضل، ويرغب في الوصول إلى الكمال والتكامل في كل شيء. إنسان يسمو بالموازنة بين الدنيا والآخرة، ويوفق إلى الجمع بين عقله وقلبه فيصبح نموذجا جديدا لا مثيل له".
" فكما أن الشرق والغرب لن يستطيعا أسره ووضع السلاسل في قدميه، فكذلك لن تستطيع الأفكار والفلسفات التي تتناقض مع هويته المعنوية وجذوره أن تغير وجهته وتضله في ظلامها عن طريقه، بل ولن تستطيع أن تزحزحه عن مكانه قيد أنملة أو أقل من ذلك".

وهو يرسم ملامحه بهذه الصورة:
1. الإنسان الجديد رجل حر في تفكيره، حر في تصوره، حر في إرادته، وحريته هذه مرتبطة بقدر عبوديته لله سبحانه وتعالى. ثم إن الإنسان الجديد لا يتشبه بالآخرين ولا يتمثل بهم، بل يحاول جاهدا أن يتزيّى بهويته الذاتية ويتزيّن بمقوماته التاريخية.
2. الإنسان الجديد ممتلئ بالفكر، ملتهب بعشق البحث، مفعم بالإيمان، قابل للوجدانيات، متشبع بنشوة الروحانية ومعانيها... إنسان يبدي كفاءة من نوع آخر في سبيل بناء عالمه، مستفيدا من إمكانيات عصره إلى أقصى حد، متمسكا بمبادئه وقيمه الذاتية.
3. الإنسان الجديد، هو إنسان يحمل في قلبه إيـمان أجداده الأجلاّء، ويفكر تفكير أعلام حضارته العظماء، ويمتلئ مثلهم رغبة في إسماع صوته وإظهار قوة رسالته للبشرية جمعاء.
4. الإنسان الجديد يستخدم جميع وسائل الاتصالات الحديثة؛ كتباً وجرائد ومجلات، وإذاعة وتلفازاً ومنشورات للولوج إلى القلوب والنفوذ إلى العقول والدخول إلى الأرواح، ويثبت جدارته من خلالها مرة أخرى، بل ويسترد مكانته المسلوبة في التوازن العالمي من جديد.
5. الإنسان الجديد، هو إنسان عميق من حيث جذوره الروحية، متعدد من حيث ما يملكه من كفاءات صالحة للحياة التي يعيش في أحضانها. إنه صاحب القول الفصل في كل الميادين بدءا من العلم إلى الفن ومن التكنولوجيا إلى الميتافيزيقيا، وصاحب خبرة ومراس في كل ما يخص الإنسان والحياة.
6. الإنسان الجديد متشبع بحب الوجود كله، حارس للقيم الإنسانية وراصد لها. فهو من جهة يحدد موقعه وينشئ ذاته على أساس الأخلاق والفضيلة التي تجعل من الإنسان أنسانا مثاليا، ومن جهة أخرى يحتضن الوجود كله بقلبه الواسع وشفقته الشاملة، ويسعى دائما من أجل إسعاد الآخرين.
7. الإنسان الجديد يملك طاقة بنّاءة وروحا مؤسِّسا، يبتعد عن النمطية بشدة، يعرف كيف يجدد نفسه مع الحفاظ على جوهره، ويعرف كيف يروّض الأحداث فتأتي لأمره طائعة خاضعة...لأن الإنسان الجديد، بطل التوازن بكل ما تعنيه كلمة التوازن؛ فهو يرى أن الأخذ بالأسباب من واجبه، والتسليم للحق تعالى من صميم إيمانه.
8. الإنسان الجديد فاتح ومكتشف معا، يغوص كل يوم في أعماق أعماق ذاته،...ويلح على طرق الأبواب المكنونة وفتحها في الآفاق والأنفُس"
[1].

· خاصية الدين..أو مكامن قوة الإسلام في عالم اليوم:
"

أن الإسلام منفتح على اقتباسِ ما يمكن اقتباسه من قيم الأمم الأخرى؛ فالإسلام يبحث عن كل فائدة ومصلحة حتى وإن كانت في أقصى بقاع الأرض، ويطلبها أنّى يجدها. وكما اقتبس في الماضي من علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلك والهندسة والطب والزراعة والصناعة والتقنيات الأخرى أينما وجدها، ثم قوّمها وطوّرها وأودعها أمانة للأجيال الآتية، فاليوم أيضا يأخذ كل ما يمكن أخذه أينما وجده، وينميه ويطوره -إن استطاع- ويُودِعه أمانة للوارثين الجدد.".

لأن الإسلام كما يقول "إيمان، وعبادة، وأخلاق، ونظام يرفع القيم الإنسانية إلى الأعلى، وفكر، وعلم، وفن. وهو يتناول الحياة كلاًّ متكاملاً، فيفسرها، ويقوّمها بقيمه. وهو يفسر أداء الحياة دوماً ممتزجاً مع الواقع، ولا ينادي البتة بأحكامه في وديان الخيال بمعزل عن الحياة. يربط أحكامه وأوامره بمعطيات الحياة المعيشة وبإمكانية التطبيق، ولا يبني الأحكام في دنيا الأحلام. الإسلام متواجد وحركي في الحياة بكل مساحاتها، من المعتقدات إلى أنشطة الفن والثقافة... وذلك هو أهم الأمارات والأسس لحيويته وعالميته الأبدية"


· خاصية العصر..أو القرن الواعد:
"

لقد كان القرن الثامن عشر، بالنسبة لعالمنا، قرن التقليد الأعمى والمبتعدين عن جوهرهم وكيانهم؛ وكان القرن التاسع عشر، قرن الذين انجرفوا خلف شتى أنواع الفانتازيات واصطدموا بماضيهم ومقوماتهم التاريخية؛ والقرن العشرون، كان قرن المغتربين عن أنفسهم كليا والمنكرين لذواتهم وهويتهم، قرن الذين ظلوا يُنقّبون عن مَن يرشدهم وينير لهم الطريق في عالمٍ غير عالمهم. ولكن جميع الأمارات والعلامات التي تلوح في الأفق تبشر بأن القرن الواحد والعشرين، سيكون قرن الإيمان والمؤمنين، وعصر انبعاثنا ونهضتنا من جديد.

الخلاصة :
ان اضلاع مثلث النهوض تكمن في

ظهور الانسان الجديد مؤمنا بان الاسلام جمع بين التنظير والتطبيق كأفضل مايكون متيقنا من احقيته في النهوض متفائلا بان هذا العصر هو عصر نهضته

****************
د. سمير بو دينار *
مدير مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية - وجدة / المغرب
دكتوراه في العلوم السياسية ودبلوم الدراسات العليا في علم الاجتماع السياسي

Saturday, October 24, 2009

تماسك بلا انغلاق وانفتاح بلا زوبان

ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق
اذا كان هذا المشروع مشروعا ثقافيا في المقام الاول فوجدت ان افضل ما ابدأ به مشاركاتي في هذا المشروع هو كتاب متعلق بنوعه .....
اسم الكتاب : ثقافتنا بين الانفتاح والانغلاق
اسم الكاتب : د يوسف القرضاوي
دار النشر : دار الشروق طبعتي 2000 و 2005
اسم البلد : مصر
عرض وتقديم : م . اسلام العدل -خطوة للحياة

هذا الكتاب يلخص مفهوم ثقافتنا وخصائصها وودلائل احقية انفتاحنا علي الثقافات الاخري ومحاذير هذا الانفتاح مما يحقق لنا تمسك بلا انغلاق وانفتاح بلا ذوبان ....
يتكون الكتاب من اربعة فصول :
1- ثقافتنا ..مفهومها وخصائصها
2- الانفتاح في ثقافتنا
3- الانفتاح المحذور
4- نماذج من تراثنا
********
في الفصل الاول : يبدا الحديث بتعريف للثقافة علي انها افكار ومعارف وادراكات ممزوجة بقيم وعقائديات ووجدانيات تعبر عنها اخلاق وعبادات واداب وسلوكيات كما تعبر عنها علوم واداب وفنون وماديات ومعنويات
ويؤكد علي ان أي فعل يقوم به الانسان يمكن ان يكون ثقافة فمثلا اذا سم الانسان الله قبل الاكل ثم اكل بيمينه ومما يليه ثم حمد الله بعد الاكل فهكذا اصبح الاكل معبرا عن ثقافة بل عملية ثقافية .
ثم ينتقل مناقشا اشكالية هل ثقافتنا عربية ام اسلامية وهل هي دينية ام اسلامية ..؟
موضحا ان العروبة وعاء الاسلام والعربية لغة القرأن والاسلام يفهم بالعربية وبهذا فان ثقافتنا عربية اسلامية فالاسلام لا يستغني عن العربية والعروبة لا قيمة لها بدون الاسلام ....ويوضح كذلك ان الاسلام اوسع واكثر شمولية من كلمة دين فالتربية الدينية هي جزء من التربية الاسلامية والتي تشمل كافة العلوم كالتربية البدنية والتربية العقلية والتربية العلمية ..الخ
ويستعرض خصائص ثقافتنا في ثمان نقاط رئيسية
ربانية – اخلاقية – انسانية – عالمية – تسامحية – متنوعة (التنوع الشامل او الشمول المتنوع ) – وسطية – تكاملية
********

الفصل الثاني :
وفيه يجيب عن السؤال المتعلق بطبيعة الثقافة ..هل هي منغلقة متقوقعة علي نفسها ام هي ثقافة منفتحة ..؟
قائلا :ان الثقافة الاسلامية ليست ثقافة منغلقة بل هي لاصالتها وقوتها منفتحة علي الثقافات بضوابطها تأخذ منها وتدع وفق معايير راسخة.
ثم يبدأ في سرد الادلة التي تؤصل لهذا الراي من الناحية الشرعية في ستة نقاط
1- القرأن مصدق مهيمن ..وجاء ليتمم ويبني لا ليلغي ويهدم الا ما كان من الباطل
2- الرسول ابقي الصالح من احوال الجاهلية
3- شرعية اقتباس مالدي الامم (خاتم المكاتبات )
4- شرع من قبلنا .....(ان خير من استأجرت القوي الامين )
5- المسلم يلتمس الحكمة من أي وعاء ..(قرأة أية الكرسي ..كانت وصية من الشيطان)
6- المسلم كالنحلة ...(الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه )
ثم ينطلق ليؤكد علي انها ثقافة ترجب بالحوار مستدلا علي ذلك بــ
1- حوار الرسل مع اقوامهم
2- حوار ابراهيم لابيه
3- حوار موسي لفرعون
4- حوار الله مع الملائكة
5- حوارالله جل شأنه مع اشر خلقه ابليس
ادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن
واخيرا هي ثقافة تؤمن بالتجديد
ان الله يبعث لهذه الامة علي رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها
ويمضي موضحا الفوارق بين التجديد ومن يسمون انفسهم دعاة التنوير موضحا الفارق بين التنوير الحقيقي والتنوير الزائف
مرحبا بمواكب التنوير الواعي الامين لا مواكب التنوير الاعمي المغرض
********

الفصل الثالث : الانفتاح المحذور
وفيه يحذر من ثلاث :
1- الانفتاح قبل النضج ..فمن كان طري العود ضعيف البنية قليل الخبرة لا يسابق الابطال ولا يدخل حلبتهم
2- الانفتاح المتساهل في الاخذ والاقتباس بدون التاكد من عدم مخالفة ما تم اقتباسه للاسلام
3- الانفتاح المنبهر بثقافة الغير لان المنبهر لا يبصر كل الحقائق
********

الفصل الرابع : نماذج من تراثنا
وفيه يستعرض نموذجين من التراث افتحا علي الثقافات الاخري هما ابي حامد الغزالي وابو الوليد ابن رشد وكيف تاثرا بالثقافات الاخري واثرا
********
الخلاصة :
الجانب الثقافي هو الجانب الذي تتمايز به الامم ونحن امة لنا رسالتنا المتميزة الت يكاننت بها امة وسطا وكنا شهداء علي الناس وخير امة اخرجت لللناس لا بعرق ولا بلون ولا باؤض ولكن برسالتنا الربانية الانسانية الاخلاقية العالمية المتوازنة والمتكاملة والتي عبرت عنها ثقافتنا الاصيلة من ينابيعها الصافية هه الثقافة المعتزة بلاتها الشامخة باصولها المنفتحة علي غيرها ولكنها ترفض رفضا تاما ان توب في غيرها وان تضيع شخصيتها وتفقد مقوماتها وخصائصها
********

فهذا هو شعارنا الذي يجب ان نعلنه ونتمسك به في التعامل مع الثقافات المختلفة : تماسك بلا انغلاق وانفتاح بلا زوبان

اجابات لاسئلة النهضة الاساسية

د.جاسم سلطان يجيب عن اسئلة النهضة الاساسية
في مقتطفات موجزة من مشروعه المسمي مشروع النهضة
كتعريف النهضة واطوارها واحتياجاتها وفي اي المراحل نحن وما اهداف تلك المرحلة واولوياتها
******
****
***
د.جاسم سلطان - مشروع النهضة
تعريفنا للنهضة
هي حركة فكرية عامة، حية منتشرة، تتقدم باستمرار في فضاء القرن، وتطرح الجديد دون قطيعة مع الماضي. فهي نشاط عقلي فكري في المقام الأول،
يحدث في مجتمع من المجتمعات، ويقود إلى الانطلاق في مجالات العمل في شتى جوانب الحياة واكتشاف آفاقها.
وهذه الحياة الجديدة وهذا التصور الجديد لإمكانية الفعل التاريخي، ولإمكانية النظر للكون بمنظار جديد، هي السمة الأساسية لما يسمى بعصر النهضة،
وهي في الوقت نفسه ليست حركة في أرض منسابة سهلة، بل هي حركة تقودها النخب فتتعرض للاضطهاد والتنكيل والمقاومة كجزء من ضريبة هذا الوضع النهضوي الذي يتحرك فيه المجتمع
**********
أطوار النهضات
إن أية حضارة تمر بأربعة أطوار

الصحوة: وهي حالة من "صحا من نومه" ولم يضيء النور، فيتخبط هنا وهناك، فهي مرحلة حماس متدفق، وإحساس بالهوية ، لكنها تفتقد الرؤية والوعي، وكثيراً ما تتضارب فيها التحركات.
ويكثر الخلاف (هي الإحساس بالذات وبالهوية).
اليقظة: وهي مرحلة إضاءة النور، ومعرفة الوسط المحيط، فهي مرحلة وعي ورشد يلازمان الحماس، وهي مرحلة تنظيم الجهود العملية لتصب في اتجاه وهدف (هي فهم الواقع ).النهضة: وهي نتاج مرحلة اليقظة، وثورة الأفكار، وتتجسد في تيار متدفق من العمل الراشد في كل مجالات الحياة العلمية والتطبيقية. ولا تتكامل حلقاتها إلا من خلال أداة الدولة (هي طريقة الفعل في الواقع).
الحضارة: وهي النتاج المادي الملموس في كل المجالات من عمارة وفن وفكر وتصنيع وغير ذلك. وهي تمثل النموذج المنشود (هي ثمرة الفعل).
**********
ماذا تحتاج النهضة؟
لكي تشهد مجتمعاتنا مثل هذا العمل الجبار نحو النهضة تحتاج إلى عاملين
كتلة حرجة كمية : وهي موجودة الآن - وليست بالقليلة - نشهدها في الشوارع. نشهدها في الجامعات. نشهدها عند صناديق الاقتراع في
كثير من الأحيان عندما تتاح الفرصة للناس أن يعبروا عن آراءهم
كتلة حرجة نوعية: وهي التي تستثمر و تحول الكتلة الكمية إلى قوة حقيقة فاعلة أي أن عليها المعول في إطلاق عملية التحول والانطلاق
**********
مرحلة اليقظة
وهي المرحلة التي نسعى للانتقال إليها، لتوظيف الطاقات التي أفرزتها الصحوة في مشروع ورؤية واحدة، نحو أهداف واضحة. حيث يسود الرشد ويقل الاختلاف. فإن اختلفنا فسنجيد فن الاختلاف.
**********
أهداف مرحلة اليقظة
نقل الأمة من طور الصحوة العاطفي(الحماس مع قلة الرشد وضبابية الرؤية) إلى مرحلة اليقظة الراشدة العاقلة حيث يتم تنظيم الجهود العملية وفق رؤية استراتيجية تجمع كل الطاقات
**********
احتياجات مرحلة اليقظة
في اعتقادنا أن هذه المرحلة تحتاج إلى ثلاثة عوامل:1- التحضير الفكري الشامل والمتواصل للأمة تحضيراً ينتشلها من اليأس، ويبعث فيها الأمل ويجيب على تساؤلاتها أو شكوكها، ويوضح الرؤية، ويرسم الطريق، ويفتح لها مسارات عمل جديدة تتلاءم مع طبيعة المرحلة
2- التواصل مع النخب المؤثرة الحاكمة لبحث أفضل السبل لعودة الحياة الحضارية، والدخول في التنافس البشري حول الأولوية.
3- إيجاد مشاريع عمل مشتركة بين كل تيارات الأمة - الراغبة في النهضة – لتؤدي إلى النتيجة الحتمية في نهضة مجتمعاتنا.
**********
سياسات مرحلة اليقظة
1- البعد عن الارتجال أو الاكتفاء بالاقتصار على استثارة العواطف. إذ أن المرحلة يجب أن تسير في كل حركاتها على أدق قواعد البحث العلمي
2- الانطلاق من القواسم المشتركة للعاملين من أجل نهضة الأمة
3- عدم التخندق تحت مدرسة مذهبية أو حزبية بعينها
4- عدم إقصاء أي جهد نافع يصب في نهضة الأمة. حيث أن هذا المشروع لا يستغني عن النخب المؤثرة والقيادات الرشيدة الفاضلة من كل التيارات والأحزاب والجماعات وكل المخلصين من الحكام والمحكومين، بالإضافة إلى الدعاة والأفراد المستقلين
**********
أولويات مرحلة اليقظة
لعل الكثير من المخلصين اليوم يرون بوضوح حجم الاضطراب الذي يسود الأمة في قاعدتها الفكرية الواسعة، مما أدى إلى خلل في
الجانب التنفيذي.لذا فإن قائمة الأولويات في مرحلة اليقظة يتصدرها أمران في غاية الأهمية
الأول: موضوع الفهم، فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وذلك لأن العمل بلا علم أمر فيه خلل كبير، فصواب العمل مقترن بصحة العلم الذي قاد إليه
الأمر الثاني: والمرتبط بالموضوع الأول، هو ضرورة تنظيم الخارطة المعرفية الذهنية للعاملين في حقل النهضة. فكثير من المعارف والمعلومات التي يتلقاها الفرد الذي يهتم بشأن أمته تأتي من أطراف مختلفة، وفي غالب الأحيان تأتي أفكاراً متناقضة، ولا توجد
خارطة معرفية منظمة مسبقة، بحيث يضع فيها الفرد العامل ما يتلقاه من معارف ومعلومات في مكانها الصحيح
**********
نقلا عن وثيقة مشروع النهضة لدكتور جاسم سلطان

الحراك النهضوي مابين التنظير والتطبيق والنقد

في هذا المقال يتحدث دكتور يحيي نعيم من موقع يقظة فكر تحت عنوان اشكالية التنظير والتطبيق
عن ثلاثية البناء او ثلاثية الحراك النهضوي المتلخصة في
التنظير
التطبيق
النقد البناء
والعلاقة بين اطراف هذه الثلاثية التي تؤدي الي صحة الحراك
*************
*******
****
د.يحيى نعيم – يقظة فكر
الحديث حول نهضة أمتنا الإسلامية وشعوبنا العربية صار حديثاً ذو شجن, فما تمر به الأمة من نكبات ومحن أوهنت أركانها, فباتت ممزقة القوى ومن ثم فريسة سهلة أغرت الأعداء بالتكالب عليها والسعي للسيطرة علي مقدراتها ومواردها، قد خلق شعوراً مريراً في النفوس التي لم تزل نابضة بالحياة من أبناء هذه الأمة، فدفعها ذلك إلي الإبحار في عالم الأفكار بحثاً عن سبل الخلاص ونظريات النهوض
ومن ثم إجتمع لدي المهتمين بنهضة هذه الأمة ورفعتها صنوف شتى من الرؤى دفعتهم للتنظير لها والدعوة لتبنيها أملاً أن يتحقق بها البغية والمراد
هذا الحراك الفكري علي ما فيه من خير كثير ونفع مأمول، إلا أنه في حاجة للترشيد بما يجمع بين
المنهج العلمي في البحث والمنهج التطبيقى عند التنظير

والمقصود بالمنهج العلمي حال البحث هو ذلك المنهج الذي يمر بالمراحل الثلاثة: من الشعور بالمشكلة ، ثم وضع الحلول المحتملة لها “فرضيات البحث” ثم إختبار هذه الحلول والأخذ بالصائب منها
..
أما المنهج التطبيقى عند التنظير، فالمقصود به أن يكون ما نُنظّر له قابلاً للتطبيق والتنفيذ ،إذ أنه لا جدوى من طرح أفكار لا تغادر الوريقات التي خُطت عليها إلي أرض الواقع فتغيره وتنهض به.. فحال كهذا تشبه فيه النظرية وما إحتوته من أفكار جسداً مصروعاً بالعقل أو بأرفف المكتبات. ويبقى التطبيق وتحويل هذه الأفكار لواقع معاش بمثابة روح النظرية, وقلبها النابض بالحياة
.
لذا وجب علي من يخوض في غمار الفكر ليستخرج لأمته ما يعين علي نهضتها وخلاصها من كبوتها، مراعاة هذه المنهجية في البحث والتنظير.. كي لا نجد أنفسنا أمام كم هائل من الأفكار التي قد تبدو مجدية بين طيات الكتب فإذا ما حاول البعض تطبيقها إستعصت عليه
،فخلّفت إحباطاً أو يأساً من تكرار المحاولة في ظل أحوال تهيب بكل العاملين في ميدان النهضة بعث الأمل وتعظيمه في النفوس.

ينبغي أن تتسم الأفكار بالوضوح والدقة في الرؤية, وأن تكون أفكاراً عملية تهتم بتقديم الحلول لا البحث في المشكلات وتوصيفها من دون علاج كما قد نرى في بعض الأحوال..
كما ينبغي أن يتسم أصحابها بالعزم والمثابرة والإصرار علي تبليغها وإيضاحها ،خاصة إذا ما كان في بعضها خروجاً عن المألوف فكراً أو سلوكاً ،فالناس أعداء ما جهلوا وليس للبعض صبر علي إجهاد النفس لفهم الآخر أو السعي لمشاركته الوقوف علي أرضيته الفكرية.. وهذا ما يمثل الوجة الآخر لإشكالية التنظير والتطبيق عند العاملين في ميدان النهضة.
فحبث أنه في ظل حالة الترهل التي تعانيها معظم التنظيمات النهضوية القائمة في عالمنا العربي والإسلامي علي إختلاف أيديولوجياتها ، نشأت ظاهرة النقد لمناهجها الفكرية، سلوكها التنظيمي أو إستراتيجيتها الحركية…والمقصود بالترهل هنا هو فقدان الفاعلية وضعف الإنجاز عند البعض ، وإتساع البون بين المنهج الفكري الذي يقوم عليه التنظيم و الواقع الحركي له عند البعض الآخر…
ولعل من اللافت للنظر في هذا النقد أنه لا يقتصر علي المراقبين الخارجيين لهذه التنظيمات وطريقة عملها ، بل قد يمارسه بعض المنتمين لهذه التنظيمات والعاملين بين صفوفها في أحيان كثيرة،وهو ما يمثل نوعاً من النقد الذاتي،وظاهرة حديثه لم نعتد علي رؤيتها في سلوك التنظيمات العربية بشكل خاص حتى النهضوي منها..
ربما كونَها ظاهرة غير مألوفة هو ما أثار حفيظة بعض المنتمين لهذه التنظيمات التي تنال حظها من تلك الإنتقادات، حيث إرتأى هؤلاء أن تفشي هذه الظاهرة قد يبلبل الصفوف ويبعثر القوى ، بما قد يتسبب في آثار غير محمودة علي كيان التنظيم ونشاطه الحركي.
زاد من حدة الرفض لهذا النقد الذاتي ما قد يعتريه من قصور في الرؤية ، أو تعميم في الأحكام عند من يُطلقه ، أو ما قد يتسم به النقد من إستفاضة في تشخيص المشكلة دون تقديم الحلول المنطقية والعملية لها وفق منهج نقدي وبحثي سليم كما سبق التوضيح بالمقال الأول…
ولكن لوحظ أن مسألة الرفض المطلق لتقبل النقد الذاتي دونما تمييز ، قد ترتب عنها حالة من الجمود الفكري ، والذي أدى بدوره لإنعدام الحيوية والتجديد بالأنشطة والوسائل التي تتبناها هذه التنظيمات لتحقيق أدوارها وبلوغ أهدافها, ليس هذا فحسب بل صار هناك ما قارب التقديس لكل ما هو مألوف وتقليدي في بعض الأحيان, وخلط واضح بين الثوابت التي لا يجب المساس بها, والمتغيرات التي تتبدل وتتجدد بتغير الأحوال والظروف..
ما بين عدم الإلتزام بالمنهج التطبيقى عند التنظير الذي يمارسه البعض ، والنقد الذي لا يقوم علي أسس علمية سليمة عند البعض ، وحالة الفوبيا والرفض الشديد لتقبل النقد أو جديد الأفكار عند البعض الآخر نشأت الإشكالية بين التنظير والتطبيق عند العاملين في ميدان النهضة…
فصار هناك فريق يرفض كل ما هو جديد وغير مألوف دونما إختبار لصلاحيته من فساده ، وفريق يسبح عكس التيار حاملاً من بحار الفكر كل ثمين ولكن لا يجد من يشتري منه بضاعته بل ربما ضُيق عليه في عرضها والصدع بها..وفريق ثالث صار لايجيد سوى جلد الذات وممارسة النقد الغير بناء..
علاقة تكاملية

بيد أن الحقيقة التي ينبغي علي الجميع الإحاطة بها أن العلاقة بين التنظير والتطبيق علاقة تكاملية لمن أراد النجاح.. فالتنظير لأفكار لا يمكن ترجمتها لواقع معاش لايعدو حبراً علي ورق وجسداً من دون حياة, كما أن الحراك الذي لا يقوم علي فكر راشد وسليم لا يعدو خبط عشواء وجهد بلا طائل أو جدوى
..
وما أحوجنا في رحلة النهوض للجمع بين رشد النظرية الفكري وروعة التطبيق الحركي, ما أحوجنا لأن نرى التكامل والتلاحم والتنسيق بين فكر يُرشد ويد تشيد وعين ترقب بإيجابية.. فمن دون ذلك يبقى مشروع النهضة غير مكتمل الأركان ومن ثم يبقى حلمنا للنهوض والرفعة بعيد المنال.

Wednesday, October 14, 2009

المقال الافتتاحي : الفكر والحركية ...ودعاة النهضة

كل حركة يسبقها تصور فاذا صح التصور صحت الحركة
ولما كان الحراك قد بدأ في الزيادة والانتشار كان لابد ان يكون هناك من يحمل علي عاتقه حمل صحة التصورات ودعوة دعاة النهوض الي ان ان يتسلحوا بالفكر السليم ليكون حراكهم سليما ويحقق الاهداف المرجوة منه علي اكمل وجه ليصبح لدينا رجال نسميهم رجال الفكر والحركية ..وهم بذور الاجيال المثالية التي نبحث عنها ليعود مع حراكهم ميراث الارض الي ورثته الحقيقيون المستحقون له في الاية الكريمة
ان الارض يرثها عبادي الصالحون


ولما اصبح لدعاة النهوض وجود يكاد يكون ملموسا وحراكا يشعر به المراقب الفطن للساحة كان لابد من تقديم هذه الوجبة الفكرية التي تغذي الروح الداعية الي النهضة باختلاف التزاماتها الادارية واطرها التنظيمية التي تحتويها

ونحن اذ نكتب هذه المقدمة المتواضعة نستشعر حجمنا الحقيقي كشباب امام عماليق الافكار ورجالاتها ونستشعر جيدا كم نحن حديثي عهد اذا ما قورنا بخبرات رجل واحد من هؤلاء العماليق ولكن في خضم استشعارنا بحجمنا الحقيقي بجوار هؤلاء العماليق الااننا نؤمن باننا لابد ان نبادر ولابد ان يكون لنا دور كبر او صغر في هذه المرحلة ونؤمن بان سعينا للمساهمة مع غيرنا في هذه المرحلة وتحقيق امالنا منها وانتظارنا لنتائجها هو حقنا مهما كنا صغارا وواجبنا اذا كنا كبارا وضرورة وجودنا مهما اختلفت وسائلنا

ولاننا نؤمن بان الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها فهو احق بها
ونؤمن بان هذه المرحلة تحتاج الي توحيد عقول عماليق الفكر ليهمسوا في اذاننا بطلاسم النهوض من جديد

فحملنا علي عاتقنا محاولة تقديم خلاصة افكار هؤلاء العماليق لتكون زادا لدعاة النهوض وقلبا لاصحاب العقول وعقلا لاصحاب القلوب

وتدور تلك الافكار حول ثلاثية الوجود المتمثلة في
معرفة الله
تزكية النفس
اعمار الارض

بروح تصالحية مع الخالق والمخلوقات متوازنة بين العقل والقلب موازنة بين اعمال الروح واحتياجات الجسد بشمولية الكليات واستيعاب الجزئيات وبهمسات تبشيرية في محاولة لان نكون من مهندسي الضياء شعارنا النفير والاقدام ومصدر قوتنا الايمان والحقيقة .

ما نريده في هذه المرحلة باختصار
ان نساهم في كفاح الانبعاث من كل ارض
ورجاؤنا الوطيد كما تحد عنه فتح الله كولن
ان نشهد معاني سورة النصر بعظمتها وهيبتها كرة اخري وان ترفرف رايات الايمان والامل والامن فالاطمئنان والحبور وان تتعرف البشرية في الارض كلها علي نظام عالمي جديد فوق ما تتخيل وان يستفيد كل انسان بقدر ما تسع فطرته وافق فكره من تلك النسائم المنعشة

وفي المقال التالي سنوضح بعض ملامح الطريق الذي سنمضي فيه وخريطة الفترة القادمة
مدركين ان الطريق للنهوض عسير ولكن العسر لايعني المحال
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضي

Saturday, October 10, 2009

تحت الانشاء

تجريبي
(تحت الانشاء)

وجودنا الحقيقي لا يتم إلا عبر الحركية والفكر... حركية وفكر قادران على تغيير الذات والآخرين. والواقع أن كل كيان ثمرة حركة ومجموعة من المبادئ والتصورات، كما أن بقاءه مرتبط باستمرار هذه الحركة وتلك التصورات.


لذلك، ينبغي أن يستشعر وارثو الأرض الذين يخططون لإقامة عالم المستقبل، نوعَ العالم الذي يريدون إقامته، ونوع الجواهر اللازم استعمالها في إعمار هذا العالم


تابعونا
ملحوظة هذه التدوينة جزء من البث التجريبي وليست المقال الافتتاحي الرئيسي